الاثنين، 11 أغسطس 2008

الى روح اجمل الحكايا فى قلبى

فى عمر السادسة عشر كانت فتاة لافتة النظر ترتسم البراءة على ملامح وجهها والصفاء يزين ملامح روحها لم تتمن ابدا ان تكون مغامرة بل كانت تحتفظ بكل اشيائها الجميلة لفارس من زمان عبر فقط سيغمر حياتها بالدفء وستشعر معه وله فقط بلحظات الحب الصادقة ستتعرف عيناها اليه ويخفق قلبها بإسمه ولن يلمس يديها ويضمها سوى يديه الحانيتين ولن تناجى غيره او تتعبد فى محراب سوى عيناه رسمت له صورة ذات عيون سوداء واسعة مغدقة فى الحنان وصوت دافىء حنون يملأ العالم أمانا حوله ورسمت كل قصصها الخيالية حول كل ما تمنته فى ثياب رجلوكانت اولى لحظاتها فى مكان لم تتخيل ان تلتقى فيه بحلمها الصغير سمعته يقول أُحبك والتفتت لتجد شابا غاية فى الوسامة تلتمع عيناه السوداوان ببريق لم تر مثله من قبل والتفت واكمل القصيدة كيف لم تره من قبل كيف لم تلمحه وكيف استدارت كلية وتنبهت كل حواسها لهذا الرجل لم تفارقها عيناه حتى خجلت وتوردت وجنتاها حين انتهى واقترب سائلا اانت من هذه العائلة ضحكت بزهو قائلة هل انت منها لم يدركا كم مر من الوقت ولا الموضوعات وهى تحتضن ورقاتها الصغيره وتتابع كل لفتة منه حتى استفاقت على لمسة من ابيها قائلا احنا بقينا الفجر موش حتنامى بقى لم تنم الاواولى قصائدها بين يديها لم تكتبها هى بل هو
احبك طفلة تلهو
احبك طفلة تجرى
احبك عندما صرت
فتاة بالهوى تغرى
اهيم بشعرك الاسود
واعشق لونك الخمرى
لم تكن اجمل ما قرأت لكنها كانت لها هى منه هو وصارت عاشقة من تلك الليلة وحتى .................. لا اذكر الى متى فقط اعلم انه لازال يسكن فى مكان ما من روحها رغم رحيله الى عوالم اخرى
ولنقص الحكاية
كانت لقاءاتهما مستمرة طوال فترة إجازاتها الصيفية وقد انتهت لتوها من دراستها الثانوية واصبحت عاشقة فى عمر الزهور كانت ترتجف لمجرد انها تراه يقترب وكان يعشق توردها وخجلها الحقيقى كلما اقترب ليهمس لها وحشتينى كانت تفتقد الدنيا حتى تعانق عينيه واصبح فى أيام قليلة مأوى لأحلامها واشعارها الصغيرة وكانت تقول له بمنتهى الصدق علمنى فلا يبخل استمتعت بكل كلمة وكل لحظة وكل شىء منحها إياه وبدْا معا رسم خيوط قصة من ذوات النهايات السعيدة كانت تعلم عنه كل شىء وكان يعلم انها بالنسبة اليه ربما حلم بعيد لكن من يقوى على محاربة كل هذا الحب استشعر أباها ما هى فيه كانا أعز الأصدقاء حقا وصارحته فأحترم هذا كله وقال لها
هل تقوين على ما سيواجهك
ستنفجر امك كعاصفة
وسيرفض من حولنا جميعا
قالت أحب
قال اذن يجب ان تكونى قوية
وانى لها القوة وهو مصدر قوتها ذاك الشاب الاسمر الوسيم ذو العينين الحالمتين وقررت كطفلة ان تتمسك به مهما حدث وانتهت إجازتها التى قضتها فى كنف جدتها حيث يسكن الفارس الاسمر الرائع من علمها كيف يكون الحب
كان من عهود مختلفة تحلى بإلتزام من نوع خاص تجاه قلبها ووعوده وكم كان يسعى جاهدا ليزين يد الأميرة الصغيرة بخاتم زواجه وخلال وجودها الى جواره رسمت كل الاحلام الوردية رسمت ملامح وجهه الف الف مرة وعند التحاقها بأولى سنواتها الجامعية كان يدرس الماجستير هناك وزاد ارتباطهما فهما لا يتفارقان تجتهد لتثبت له ولوالدها انها ستكون افضل معه ستتفوق لأنه هناك ولأن حياتها ازدانت بمعنى جديد حتى أتى عهد الأحلام المكسورة كانت تساعده فى كل شىء تترجم اوراقه تحتل لوحاته تناجى عيونه تتنفسه كنسمات عبير رائعة تزين أيامها وكانت صادقة وكان فى منتهى الصدق وفجأة انتبهت الام ان فتاتها اصبحت جاهزة لمزاد علنى لمن يدفع اكثر واختارها احد الكبار الموفورى الصلات والأموال طبعا ووافقت الأم ورفض الطرفان اية مبادرة اقتراب من ابن الريف وبدأت الحرب الخفية يجب ان يختفى هكذا قررت الأم ونفذت وإختفى حتى موعد مناقشة رسالته وشوهت يداها بخاتم خطبة كئيب لا يحمل اسمه وصارت تهرب الى ساحة الجامعة تعمل ساعات اضافية تراقب الوجوه باحثة عن قلبها الضائع كان لأمها سلطة تفوق والدها وأمرت ونُفذت أوامرها بحذافيرها لم يكن يقوى الا على ان يختفى وكانت تموت ببطء تحتضن اوراقه رسماته احلامه الصغيرة بين ضفتى كتاب حزين واصرت ان تكون الى جانبه يوم المناقشة وتلاقت الاعين وهو يناقش رسالته ويحصل عليها بمنتهى التفوق ثم ولجت الى باب المعرض لترى لوحتها الأثيرة تحتل صدر القاعة وجدت نفسها تقاوم الدموع ووالدها يدفعها فى إتجاه الباب لتخرج قبل ان يصل الخطيب ويجدهما هناك وصارحت هذا الرجل الجديد بأنها لا ولن تحبه ولن تكون له فكان الرد البارد اللا إنسانى لكنى اريدك وستكونين لى قاومت حتى انفصلت عنه بعد أن عقد قرانهما فعلا أثارت كل ما تستطيع من المشاكل لتثبت أنه غير مناسب لم تكن ظالمة بقدر ما كانت عاشقة وكان حلمها يخبو طالت فترات غيابه وعندما عادت كانت أخبارا عن سفره انتشرت فى كل مكان ولم تصدق كيف لم يخبرها ذهبت الى استوديو العمل الخاص به لتقابلها نظرة حزينة من اخته وصديقتها اخبرتها هو يحتاجك فإذهبى اليه ذهبت لتجده فى فراش مرضه ذابلا حزينا قالت عدت قال لا تفارقينى احتلت المكان رابضة إلى جواره تقرأ له تناشده ان يكون بخير لكنه لم يكن
ليال قضتها هناك هى ووالدها تناجى لمعة عينيه ان تعود كانتا تلمعان ثم تذبلان كيف لشاب فى عمره ان يذوى يذبل ثم يموت لم تكن تصدق ان هذا ممكن حدوثه انها تراقبه وهو يرحل عن عالمهما شديد الخصوصية كان ابن الريف النقى الطاهر بكل مساحات الوجد والحنين والعشق الذى غمرهما معا كان يشفق عليها وكانت ثرثى أحلامها فى عينيه لم تقوى حتى على البكاء وهو يعدها انه سيكون دائما هناك فى مكان ما من القلب لم ولن يكون ابدا فراقا فهو هناك فى مكان ما من القلب شجى جميل حزين ورائع
كان يقول لها عندما تغضب
لماذا تديرين عينيك عنى
وبينك فى الحب شىءُ وبينى
إذا كان يمنعك كبرياؤك
فإنك لست بأقدر منى
كان عتابه عتاب الرجال
وحروفه سلاسل من عشق وحنين كان اجمل الحكايا وبشكل ما مازال وعندما يداعبها الحنين تذهب الى حافة ساقية صغيرة تحت شجرة وحيدة لتراه فهو دائما هناك بصوته ودفئه وحنانه الرائعهل هذا رحل لا بل باق فى دفاتر اجمل الذكريات

هناك تعليقان (2):

Lola يقول...

تزلزلينى بحكاياتك !
حقا ما عادت الصفحه هنا تحتمل كل هذا الكم من الحب!
رائع جدا المشهد ..رائع جدا..بل ..شديد الروعه.
وهكذا هى الدقات الأولى لها وقع كالطبول ،اكتشاف جديد لدقات قلبونا
..اندفاع لا يحكمه اى قانون.

قصه الأميره الصغيره، واحلامها، ودقات قلبها المتسارعه، اشعارها،كتبها،فارسها
القادم من عالم اخر ،فقط ليجعلها تشعر ان هذا القدوم كان خاصا بها دون الجميع.
لم اكن اظن ان النهايه ستكون مفجعه بهذا الشكل!
يقولون ان الأحزان تطهر القلوب ومن مر بتجارب الحزن يعرف تماما صدق تلك المقوله.
نعم الأحزان تصقل ارواحنا بشكل بلورى شديد الصفاء،وهذا الصفاء
دائما ما يظهر فى كتاباتك.
اسلوبك فى الحديث..فى قص الحكايه شديد العذوبه والرقه..
ورغم الحزن، فالحب هو فقط ما يملأ اركان الصفحه هنا..
رغم الحزن، فالحب هو ما تسبب فى سريان تلك القشعريره
الغريبه فى جسدى وانا اتابع مايجرى على المسرح..
كل ما عشته..وكل ما لم تعشيه!
لولا.

Iman البنت المصرية يقول...

كيف تشعرين بى الى هذا الحد يبدو اننا التقينا فى مكان ما خاص جدا يدعى
ثنايا الروح
كونى بكل خير فأنا اشعر دقاتك تتسارع فى كل اتجاه تهدئينها بحكمة وتدفعك لجنون وبين هذا وذاك قد تكونين وقد اكون

كونى بخير سيدتى الصغيرة